admin Admin
عدد المساهمات : 274 نقاط : 105618 تاريخ التسجيل : 19/09/2011 العمر : 31
| موضوع: اهمية العدل الأحد نوفمبر 27, 2011 12:23 am | |
| اهمية العدل
.
العدل هو الصفة المثلى، التي تقوم على أسسها حياة المجتمعات، ويسهم في الرقي بالأمم والشعوب، يقول الله تبارك وتعالى (ولا تبخسوا الناس أشياءهم) (الأعراف :85) وهذه الأشياء قد تكون الأمتعة والبضائع والتعاملات بين الناس، وقد تكون أيضاً ما يملكه البشر من أخلاق وتاريخ وأفكار، وهي أيضاً أولى بأن تندرج تحت معايير العدل، ولولا العدل سيحدث في المجتمعات التفرقة ،والقطيعة ، والظلم ، ولو تأملنا في سير التاريخ ، والأمم الغابرة لوجدنا أن أساس هلاكها هو بسبب الظلم للنفس، والظلم للرسل وأتباعهم من المؤمنين فكان لزاماً أن يعاقبهم الله بسبب ظلمهم. والله عز وجل أوصى الأنبياء بالعدل وهم قدوات البشرية قال الله تبارك وتعالى ( وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب وأمرت لأعدل بينكم) (الشورى :15). وقال سبحانه وتعالى ( يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء على الناس ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) (المائدة : . وفي سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم نجد ثروة كبيرة من المواقف النابعة من مصداقية الشفقة ، والرأفة ، والعدل في شغاف قلب الحبيب صلى الله عليه وسلم، فكان عليه الصلاة والسلام رءوفا رحيماً ، عادلاً لا يظلم حتى أعداءه، بل يناقشهم بكل أدب وخلق ، ويحاورهم إشفاقاً عليهم من النار، بل وكان يعطي كل فرد منزلته وقدره، ويصفهم بصفاتهم التي يتحلون بها دون غمط لحق أحد أبداً..ولا ننسى أبداً أن رسول الله أوتي مجامع الكلم ، والبلاغة التامة من عند الله رغم أنه أمي، ولكنه كان من أعذب البشر لساناً، وأقومهم حكمة، وأعلمهم حكماً ، وأشدهم يقيناً بالله، كان عليه الصلاة والسلام يستعذب الكلام الحسن من الشعر وغيره، فقال عليه الصلاة والسلام مستشعراً حلاوة الشعر رغم أنه ليس بشاعر .. فيقول : أصدق كلمة قالها لبيد ألا كل شيء ما خلا الله باطل، ورغم إشراك لبيد وأن هناك الكثير من أشعار الصحابة فيها الكثير من القصائد ذات أهمية بالغة، ومحاور ناجعة، وسمات عظيمة في شتى أنواع الشعر، ويستطيع عليه الصلاة والسلام الاستشهاد بها فحسب وحصر الخير فيها، إلا أنه لم يتركه عدله وإنصافه من تلك اللفتة المهمة، وتلك اللمحة الجادة من إنصاف حقيقي لكلمة حق، ورسم منهج واضح بأن الحق يؤخذ من أي مصدر كان ولو كان من شعر إنسان مشرك، وإعطاء كل ذي حق حقه من القدر، والمنزلة. وكذلك لا ننسى أيضاً امتداح رسول الله وحبه لشعر عنترة وشجاعته، رغم أنه لم يكن مسلماً، ولكنه كن يتمتع بمكارم الأخلاق، والشهامة، والنخوة العربية المنقطعة النظير. وأيضاً كان يذكر الكرم في شخصية حاتم الطائي وموقفه العظيم الذي ذبح فرسه وضحى بحبه كي يكرم ضيوفه، نعم تلك المواقف وتلك المشاهد كانت تدل على أن الإسلام لا يبخس الناس حقهم ، ولا يظلم أو يطغى على أحد، أو يهين أحد في جانب من جوانب حياته أبداً، إلا أنه يرفض ويبغض الكفر الذي عليه الشخص، ويحاول المسلم تصحيح العقيدة الباطلة التي عليها أولئك المشركين ، وإلا فالقاعدة الأساسية إن لم يستجيبوا لذلك (لا إكراه في الدين ). وكذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن ، قيل يكفرن بالله؟ قال : يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إليهن الدهر ثم رأت منك شيئاً قالت: ما رأيت منك خيراً قط. ولو تأملنا في الحديث لوجدنا أن الأمر يتعلق بالعدل وأن الكثير من اللاتي لا يخفن الله ويجحدن المعروف لانعدام العدل في قلوبهم، كان سبباً لولوج أكثرهن في النار أعاذنا الله. بل إن الإسلام يأمر بالعدل في شتى شئون الحياة حتى في المحارب للأمة ، إذا وقع أسيراً ضعيفاً بين يدي المسلم، فلا شك ولا ريب أن الإسلام يأمرنا أن نتعامل معه بالحسنى، وأن نكرمه ، ونطعمه ونسقيه، ونحافظ على صحته لأنه ليس من الشجاعة أن يتعاظم المرء على إنسان أصبح ضعيفاً بين يديه ، قال الله تبارك وتعالى ( ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً، إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءاً ولا شكوراً) نعم هذا هو منهج الإسلام، هذه هي تعاليم الدين الحقيقية، أما قطع الرقاب أمام ألراءي ليشاهده الناس فهذه والله ليست من تعاليم ديننا، ولا من العدل الذي أوجبه الشارع
| |
|